دراسة الفخر والحكمة في شعر الأفوه الأودي

يشكل الفخر غرضاً شعرياً وجدانياً متأصلاً في الشعر العربي لما له من ارتباط وثيق بحياة الناس والمجتمع في العصر الجاهلي. والفخر من الفنون القديمة، وفيه جانب فطري يميل إلى التغني بالفضائل والمكارم وكان وجوده في أدب العصر الجاهلي شائعاً بسبب وجود التنافس والتقارع بين القبائل. من جانب آخر الحكمة في العصر الجاهلي وليدة التجربة المفيدة والبصيرة المستنيرة والعقل الذكي. وقد كان الأفوه الأودي من مشاهير الشعراء في العصر الجاهلي، وأكثر شعره في الفخر والحكمة والفروسية وهو معدود في الشعراء الحكماء بل إن اغلب شعره مفاخر في بطولته وبطولة قومه في حروب حققوا فيها انتصارات ساحقةً. وقد يكون الأفوه مثالاً بارزاً لموضوع الفخر والحكمة في الشعر العصر الجاهلي، فقد اهتم بهما اهتماما واسعا وأفرد لهما حيزا كبيرا في شعره. ويسعى البحث الحاضر أن يتناول بمضامين الفخر والحكمة في شعره متمسكا بالأسلوب الوصفي - التحليلي. وتظهر نتائج البحث بأن الفخر في شعر الأفوه يأخذ اتجاهين: أولهما اتجاه فردي يفتخر فيه الشاعر بنفسه مستقلاً بالمكارم لذاته دون سواه، وهذا الاتجاه يسير في عدة محاور نحو طلب العدالة والحق والمقاتلة وثانيهما: أن يفتخر الشاعر بقومه وبما لهم من عراقة الأصل وتسنم المجد. وتتجلي حكمته في مضامين نحو اتحاد الأقوام، والاعتقاد بالآخرة واليقين بالموت و نباهة النفس.

الشعر الجاهلي، الفخر، الحكمة، الأفوه الأودي