نوري الجراح هو شاعر سوري معاصر تتمتّع الألوان في شعره باستخدامات مختلفة، إذ لم يتوقف اللون عند الجراح على دلالاته ومعانيه البسيطة فقط، بل استخدمه في إطار التشبيه والاستعارة والكناية، متأثّرا بالقضايا السياسية والاجتماعية وتشريح أفكاره ومعتقداته وآماله استخداما كثيراً، كما تطرّق إلى نوع من الانزياح الأدبي بعض الأحيان. ويحاول البحث الراهن أن يتطرق عبر منهج وصفي تحليلي والإحصائي إلى تحليل وظائف الألوان الخضراء والبيضاء والسوداء في شعر نوري الجراح. أظهرت النتائج بأن اللون في شعر نوري الجراح، يوفّر أرضية التضاد والتناقض والغموض وأيضا الحزن؛ وبعبارة أخرى فقد لعب الشاعر بالتوقعات التقليدّية للمخاطب في مواجهة الألوان. والنظرة الإحصائية إلى تكرار الألوان ومدى حضورها في شعر هذا الشاعر تدل على الحضور الواسع للألوان المحايدة مثل الأبيض والأسود. وفي مواقف متعددة نشهد حضور هذين اللونين إلى جانب الألوان الأخرى. وهما بالإضافة إلى وظيفتهما الرمزيّة أحبطا أو نفيا مداليل الألوان الأخرى. إذاً اللونان المذكوران يعلبان دورا فعالاً في شعر هذا الشاعر إذ سلبا الفضاء الملونة عبر إلقاء إيجابي في مواقف من ساحة الشعر وفرضا المعنى البصرية الخاصة بهما على الألوان الأخرى بشكل خاص وعلى الأجواء الروحية للشعر بشكل عام. وتقديم الآراء السياسية هي من وظائف الألوان في شعر جراح أيضا إذ يستفيد من هذا العنصر كعامل للإشارة إلى الأماكن الجغرافيّة والظروف السياسيّة السائدة عليها والنقد الاجتماعي والسياسي لأحداث بلده أيضا.
کلید واژگان :الشعر السوري المعاصر، اللون، نوري الجراح، التصوير، الخيال
ارزش ریالی : 350000 ریال
با پرداخت الکترونیک